نام کتاب : منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال نویسنده : الأسترآبادي، محمد بن علي جلد : 1 صفحه : 387
و اعترض المحقّق البحراني عليه:
بأنّ اعتماد القميّين عليه لو سلم لم يدلّ على علمهم بثقته باحدى الدلالات، بل بعد
اللتيا و الّتي على صحّة حديثه باصطلاحهم[1].
أقول:
بقاؤه مدّة مديدة عندهم، و توطّنه في بلدهم، و نشر حديث الكوفيّين فيهم، و قبولهم
إيّاها عنه، و علمهم بها على ما هو ظاهر- و ستعرف أيضا- و عدم صدور قدح من أحد
منهم بوجه من الوجوه فيه في تلك المدّة المديدة، مع ما يظهر من حالهم من قدحهم
الرجال خصوصا بالنسبة إلى الأجلّة، و سيّما[2]
ما ارتكبوا بالنسبة إليهم من إخراج البلد و غير ذلك من الأذيّة، و خصوصا باعتبار
رواية المراسيل و عن المجاهيل و غيرهما ممّا لم يثبت عندهم عدالة رواتها، فبملاحظة
ما ذكر و أنّ أحاديث الكوفيّين ما كانوا يعرفونها قبل نشره حتّى لا يحتاجوا إلى
ملاحظة حال من يؤخذ عنه و أنّه لو لم يعرف حاله لم يضرّ، سيّما و أن يكونوا
يعرفونها واحدا واحدا و بالكيفيات متنا و سندا؛ فبملاحظة جميع ما ذكر يترجّح في
النظر عدالته عندهم، بل في الواقع أيضا و سيّما بعد ملاحظة باقي ما ذكر.
فإن
أردت من الدلالات القطعيّة منها ففساد ما ذكرت ظاهر، سيّما و بعد ملاحظة ما ذكرنا
في الفائدة الاولى.
و
إن أردت الأعمّ فانكارها مكابرة إلّا أن يدّعي اعتبار الأقوى، ففيه ما مرّ في الفائدة
مضافا إلى أنّه أقوى من كثير من التوثيقات
[1] لم نعثر على ما نقله المصنّف عن المحقّق البحراني،
سوى نقله عنه عن الشيخ البهائي كما أشرنا إليه. و الظاهر أنّ ما نقله موجود في
فوائد البحراني على خلاصة الأقوال- غير موجودة لدينا- كما أشار إليه في المعراج:
88.