المعنى الأول : وهو ما احتمله صاحب
الوافي في المقدمة الثالثة من كتابه : « ان ما يصح عنهم هو الرواية لا المروي » [٣]. وعلى هذا تكون العبارة كناية عن
الاجماع على عدالتهم وصدقهم بخلاف غيرهم ممن لم ينقل الإجماع على عدالته.
ونقل المحدث النوري عن السيد المحقق
الشفتي في رسالته في تحقيق حال « أبان » ان متعلق التصحيح هو الرواية بالمعنى
المصدري أي قولهم أخبرني ، أو حدثني ، أو سمعت من فلان ، وعلى هذا فنتيجة العبارة
أن أحداً من هؤلاء إذا ثبت أنه قال : حدثني ، فالعصابة أجمعوا على أنه صادق في
اعتقاده.
وقد سبقه في اختيار هذا المعنى رشيد
الدين ابن شهر آشوب في مناقبه ، حيث اكتفى بنقل المضمون وترك العبارة وقال : «
اجتمعت العصابة على تصديق ستة من فقهائه ( الإمام الصادق عليهالسلام ) وهم جميل بن دراج ، وعبدالله بن مسكان
... الخ » فقد فهم من عبارة الكشي اتفاق العصابة على تصديق هؤلاء وكونهم صادقين
فيما يحكون ، فيدل بالدلالة الالتزامية على وثاقة هؤلاء لا غير ، والتصديق مفاد
مطابقي ، والوثاقة مفاد التزامي كما لا يخفى.
[١] لاحظ معجم رجال
الحديث : ١٤ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ ، طبعة النجف.
[٢] وقد ادغمنا
الوجه الثاني والثالث من الاحتمال الثاني فبحثنا عنهما بصفقة واحدة ، لان وثاقة
هؤلاء ليست مورداً للشك والترديد وانما المهم اثبات وثاقة مشايخهم.
[٣] الوافي :
المقدمة الثالثة ، الصفحة ١٢ ، وجعل الفيض كونها كناية عن الاجماع على عدالتهم
وصدقهم في عرض ذلك الاحتمال ، والظاهر أنه في طوله ، لان تصديق حكايتهم في الموارد
المجردة عن القرائن غير منفك عن التصديق بعدالتهم فلاحظ.
نام کتاب : كليات في علم الرجال نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 180