نام کتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 42
الحديث في العصور
الأُولى ، وتعدّ من أسباب الطعن على الثقة ، ولذلك أخرج زعيم القمّيّين أحمدُ بن
محمد بن عيسى ( المتوفّى حوالي ٢٨٠ هـ ) معاصرَه أحمد بن محمد بن خالد البرقي (
المتوفـّى عام ٢٧٤ هـ ) عن قم ، لكثرة نقله عن الضعفاء.
قال العلاّمة في ترجمة البرقي : إنّه
أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل.
وقال ابن الغضائري : طعن عليه القمّيون
وليس الطعن فيه ، إنّما الطعن فيمن يروي عنه ، فإنّه كان لا يبالي عمّن أخذ على
طريقة الأخبار ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى أبعده من قم ثمّ أعاده واعتذر إليه. [١]
إذا اتّضح هذان الأمران فاعلم :
إنّ نقل الثقة عن غيره إذا كان قليلاً
يدخل في الأمر الأوّل ولا يدلّ على وثاقة المروي عنه وقلنا انّ الثقة يروي عن غيره
أحياناً ; وأمّا إذا أكثر النقل عنه ، فلو كان المروي عنه ضعيفاً يدخل في الأمر
الثاني ويعدّ طعناً في الراوي ، ويُسجِّل التاريخ ذلك في حقّه ، فإذا أكثر النقل
ولم يتعرّض له التاريخ بطعن ، نستكشف عن أنّ المروي عنه ثقة.
أضف إلى ذلك انّه لو لم يكن المروي عنه
ثقة لعاد النقل الكثير أمراً لغواً ، وهذا بخلاف قلّة النقل فإنّها لا تكون كذلك
لما عرفت من أنّ للنقل أهدافاً أُخرى غير الاحتجاج وهو دعم سائر الروايات والنقول
المتّحدة معها في المضمون ، وهذه الفائدة منتفية فيما لو أكثر النقل عن شخص.