نام کتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 29
الدرس
السادس
تصحيح الرجوع
إلى توثيقات المتأخّرين
إذا كان الرجوع إلى قول الرجالي من باب
الشهادة ، فقد علمت أنّه لا عبرة بتوثيقات المتأخّرين ; لأنّه يشترط في صحّة
الشهادة ونفوذها استنادها إلى الحس ، وهذا الشرط منتف في توثيقاتهم.
نعم يمكن تصحيح الرجوع إلى توثيقاتهم
بوجهين :
الأوّل : الرجوع إلى أهل الخبرة
إنّ الرجوع إلى قول الرجالي يُعدّ من
أقسام الرجوع إلى أهل الخبرة ، ولا يشترط في الاعتماد على أقوالهم أن يكون نظرهم
مستنداً إلى الحس ، فإنّ قول الخبير حجة سواء استند إلى الحس وهو قليل ، أم إلى
الحدس وهو كثير.
ألا ترى أنّ قول الطبيب المعالج حجّة في
حقّ المريض ، فلو أمر الطبيب المريض بالامتناع من استعمال الماء ، يجب على المريض
التيمّم مكان الوضوء ; أو قال بأنّ الصوم مضرّ بصحّته ، يجب على الصائم الإفطار.
ومنه أيضاً تقييم الخسارات الواردة على
الأموال ، ومثلها الجناية فيرجع في تحديدها إلى أهل الخبرة ، وليس نظرهم مستنداً
إلى الحس.
نام کتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 29