نام کتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 127
١. إنّ كثيراً من هؤلاء الضِّعاف لم
يكونوا مشايخ للثقات ، بل كانوا أعدالهم وأقرانهم ، وإنّما تُوهّمت الرواية عنهم
بسبب وجود « عن » مكان « الواو » فتصحيف العاطف بحرف الجرّ ، صار سبباً لأوهام
كثيرة. وقد نبَّه على هذه القاعدة صاحب « منتقى الجمان » كما أوضحناه ، فتُصوّر العديل
أُستاذاً لهم.
٢. إنّ كثيراً ممّن اتّهم بالضعف ، مضعَّفون
من حيث المذهب والعقيدة ، لا من حيث الرواية ، وهذا لا يخالف وثاقتهم وصدقهم في
الحديث. وقد وقفت في كلام الشيخ على أنّ المراد من الثِّقات هم الموثوق بهم من حيث
الرواية والحديث لا المذهب.
وبعبارة أُخرى : كانوا ملتزمين بالنَّقل
عن الثقات ، سواء كانوا إماميّين أم غيرهم.
٣. إنّ منشأ بعض النقوض هو الاشتراك في
الاسم بين المضعَّف وغيره ، كما مرّ نظيره في عبد اللّه بن محمّد الشاميّ.
٤. إنّ بعض من اتّهم بالضَّعف لم يثبت
ضعفهم أوّلاً ، ومعارض بتعديل الآخرين ثانياً.
وعلى ضوء ما تقدّم ، نقدر على الإجابة
عن كثير من النّقوض المتوجّهة إلى الضّابطة ، الّتي ربّما تبلغ خمسة وأربعين
نقضاً. وأغلبها مستند إلى سقم النّسخ وعدم إتقانها.
نعم من كان له إلمام بطبقات الرواة ، وميّز
الشيخ عن التلميذ ، يقف على كثير من الاشتباهات الواردة في الأسناد الّتي لم تقابل
على النسخ الصّحيحة.
فابتلاؤنا بكثير من هذه الاشتباهات وليد
التقصير في دراسة الحديث ، وعدم معرفتنا بأحوال الرواة ، وطبقاتهم ومشايخهم
وتلاميذهم ، وفقدان النسخ الصّحيحة.
نام کتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 127