إنّ الإيمان بالمعاد يشكِّل إجابة على
أحد الأسئلة التي تراود الذهن الإنساني ، وهي عبارة :
١. من أين جِئتُ ؟ ، ٢. لماذا جئتُ ؟ ،
٣. إلى أين أذهب ؟
وكلّ إنسان ميّال بطبعه إلى الإجابة عن
هذه الأسئلة الثلاثة ، وقد عجزت المناهج البشرية عن الإجابة عليها فلم يجد
الإنسان بغيته فيها ، فالإنسان في تلك المناهج ككتاب خطي سقط أوّله وآخره ،
فإذا سألتها عن مبدأ الإنسان والغاية المنشودة من وراء خلقته ومصيره بعد
الموت لاعترفت بالعجز عن الإجابة ، فكأنّه خلق لأن يعيش في هذه الدنيا
كسائر الدواب يأكل ويشرب ثمّ يفنىٰ.
وأمّا المناهج السماوية فقد أجابت على
تلك الأسئلة بأجوبة واضحة رصينة.
فتجيب عن السؤال الأوّل بقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ). [١]
كما أنّها تجيب عن السؤال الثاني بأنّ
من وراء خلق الإنسان غاية تعدّ كمالاً