ففي هاتين الآيتين يذكر المدعىٰ ثمّ
يأت بدليله ، وهو قدرته على كلّ شيء ، وحيث إنّ إحياء الموتى أمر ممكن بالذات وليس محالاً فسعة قدرته شاملة لهذا المورد أيضاً.
٢. البعث وخلق
السماوات والأرض
إنّ الذي يبعث الموتى هو خالق السماوات
والأرض ، فالقادر على الثاني أولى بأن يكون قادراً على الأوّل فخلق السماوات والأرض أكبر من خلقهنّ ، قال سبحانه : (أَوَلَيْسَ الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم
بَلَىٰ وَهُوَ الخَلاَّقُ الْعَلِيمُ)[١] بناء على انّ الضمير في (مِثْلَهُم) يرجع إلى
خلق الإنسان واحيائه ، وقال سبحانه : (أَوَلَمْ
يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ
المَوْتَىٰ)[٢].
[٣]
وأساس الاستدلال في الثاني غيره في
الأوّل ، فقد اعتمد سبحانه في الدليل الأوّل علىٰ سعة قدرته ، وفي الثاني استدل بالخلق الأشد والأعظم علىٰ
إمكان خلق غيره قياساً أولوياً.
٣. قياس المعاد
بالمبدأ
إنّ من الدلائل الواضحة علىٰ
إمكان الشيء وقوعه ، هذا من جانب ومن جانب آخر حكم الأمثال فيما يجوز وفيما
لا يجوز واحد ، فهاتان القاعدتان تدلان علىٰ إمكان المعاد ، فإذا كان خلق
الإنسان بدءاً أمراً ممكناً ، فهذا
يدل