ففي هذه الآية يذكر القرآن الشبهة
الطارئة علىٰ أذهانهم ويجيب عنها كما يأتي ، ولكنّه سبحانه يتعرض بعد هاتين
الآيتين إلى الدافع الحقيقي من وراء إنكار المعاد ، وهو انّ الإنسان يريد
أن يتحرّر عن كلّ قيد وحاجز ، والإيمان بالمعاد
يكبّله بالقيود ، يقول سبحانه :
فالفجر في اللغة بمعنى الشق ، فكأنّ
الإنسان العاصي يريد أن يشقَّ القيود والحدود ويرفع الموانع أمام غرائزه الجامحة ويكون إنساناً متحرراً عن كلّ التزام وشرط.
الدوافع السياسية
لإنكار المعاد
وهناك دافع آخر ، وهو انّ المنكرين
كانوا أصحاب قدرة ونفوذ وكبر ونخوة ، والعقيدة بالمعاد تنازع سلطتهم وتحدّ
من نفوذهم ، وهؤلاء هم الذين يعبّر عنهم القرآن الكريم بالملأ ، يقول
سبحانه :