يقول الطبرسي : وإنّما خصّ القلب
بالسلامة ، لأنّه إذا سلم القلب ، سلمت سائر الجوارح من الفساد من حيث إنّ
الفساد بالجارحة لا يكون إلاّ عن قصد بالقلب الفاسد ، وروي عن الصادق عليهالسلام
، انّه قال : « هو القلب الذي سلم من حب الدنيا » ، ويؤيده قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « حب الدنيا رأس كلّ خطيئة ». [١]
ومن الشواهد على أنّ النظام السائد يوم
القيامة غير ما هو السائد في هذه النشأة ، هو انّ الأخلاّء في هذه الدنيا سيكونون أعداء ، يقول سبحانه : (الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المُتَّقِينَ). [٣]
وما هذا إلاّ لأنّ التقوىٰ تربط
المتقين ، فالمؤمنون الأخلاّء في هذه النشأة أخلاّء في النشأة الآخرة بخلاف الكفار والمنافقين.
٧. منطق المؤمنين مع
الكافرين
لقد كان الكافرون يستهزئون بالمؤمنين في
الحياة الدنيا ، ففي الآخرة يعكس الأمر فالمؤمنون يستهزئون بالكافرين ، يقول سبحانه : (إِنَّ
الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ
* وَإِذَا مَرُّوا
بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا
انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا
رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلاءِ لَضَالُّونَ). [٤]