وقع التصريح في كثير
من الأخبار والآيات ، والله يعلم وحججه عليهمالسلام.
[١]
إنّ أساس الإشكال الأوّل باطل من رأسه ،
فانّ البرهان العقلي قائم على أنّ من طرأ عليه الوجود لا يعدم أصلاً ،
وعدمه بعد انقضاء زمانه عدم نسبي لا عدم مطلق ، فكلّ شيء موجود في ظرفه ولا
يمكن أن يطرأ العدم عليه.
نعم كلّ موجود زماني محدَّد بزمان خاص
فهو غير موجود في غير زمانه ، ولكنّه موجود في ظرفه لا يطرأ عليه العدم.
هذا هو القضاء الحاسم للعقل ويؤيده
النقل ، يقول سبحانه : (وَمَا
يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا
أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)[٢].
[٣]
فعلىٰ ضوء ذلك ، فالإشكال الأوّل
لا أساس له من الصحة ، وكلّ فعل موجود في ظرفه لا يطرأ عليه العدم ، فالعمل يوم المعاد يحضر بنفس وجوده المحقق في ظرفه.
إنّما المهم هو الإشكال الثاني ـ أعني :
انقلاب العرض جوهراً ـ وهو أيضاً أمر ممكن لأنّ جسمانية المعاد ليس بمعنى
سيادة القوانين الدنيوية جميعها على النشأة الأُخرى ، بل اختلاف النشأتين
ربما يورث اختلافهما في بعض القوانين.