ومساواته مع البيع ،
وكانوا يتعاطونه في حياتهم ، فمن انتهى عن هذا العمل بعد ورود النهي فله ما
سلف وأمره إلى الله ، وأمّا من لم ينزجر عنه ومكث على ما كان عليه ،
فأُولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ، ومثل هؤلاء لا يخرجون عن إطار الكفر
حيث أنكروا الوحي والرسالة بالإصرار علىٰ موقفهم السابق.
١٦. قاتلو المؤمنين
يوعد القرآن الكريم من قتل مؤمناً
متعمداً بالخلود في نار جهنم ، يقول سبحانه : (وَمَن يَقْتُلْ
مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ
عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). [١]
إنّ هذه الآية ذريعة أُخرى للقائلين
بأنّ مرتكب الكبيرة يخلد في النار ، حيث إنّه سبحانه حكم على من قتل مؤمناً بالخلود في نار جهنم ، والآية تشمل المؤمن والكافر.
يذكر الطبرسي في شأن نزول الآية ، ويقول
:
نزلت في مقيس بن صبابة الكناني وجد أخاه
هشاماً قتيلاً في بني النجار فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فأرسل معه قيس بن هلال الفهري ، وقال له : قل لبني النجار إن علمتم قاتل
هشام فادفعوه إلى أخيه ليقتصّ منه ، وإن لم تعلموا فادفعوا إليه ديته ،
فبلّغ الفهري الرسالة فأعطوه الدية ، فلما انصرف ومعه الفهري وسوس إليه
الشيطان ، فقال : ما صنعت شيئاً ، أخذت دية أخيك فيكون سُبَّة [٢] عليك : اقتل الذي معك لتكون نفس بنفس والدية فضل ، فرماه بصخرة فقتله ، وركب بعيراً ورجع إلى مكة كافراً ، وأنشد يقول :