والأوثان ويعبدونهم
مع الله سبحانه فتكون هاتان الآيتان دليلاً على أنّ المراد من العصاة هم المشركون.
ويؤيده قوله في الآية ٢٤ : (حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ
فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا) فكأنّهم
كانوا يحقّرون الأنبياء لقلة الناصر ، فإذا رأوا ما يوعدون من نار جهنم فسيقفون على خطئهم وانّهم كانوا أقلّ ناصراً وأقل عدداً.
والحاصل انّ القرائن الحافة بالآيات
تُحقِّق بأنّ المراد من العصيان هو الكفر ، ومن العصاة هم الكافرون.
وظاهر الآية وإن كان يشمل كلّ ظالم وإن
كان مؤمناً مسلماً لكن كان مقترفاً للظلم ، ولكن سياق الآيات يدل على أنّ
المراد ليس مطلق من ظلم ، بل الظالمون المنكرون ليوم الوعد ، وإليك الآيات
الواردة قبلها :
يقول سبحانه في نفس السورة : (وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا
الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ). [٢]