إذا ثبت انّ الجنة والنار مخلوقتان ،
يقع البحث في مكانهما ، وقد يستفاد من الذكر الحكيم انّ مكانهما قريب من سدرة المنتهىٰ ، يقول سبحانه : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ
سِدْرَةِ المُنتَهَىٰ * عِندَهَا
جَنَّةُ المَأْوَىٰ). [١]
يقول التفتازاني : لم يرد نص صريح في
تعيين مكان الجنة والنار ، والأكثرون على أنّ الجنة فوق السماوات السبع وتحت العرش ، تشبثاً بقوله تعالى : (عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَىٰ * عِندَهَا
جَنَّةُ المَأْوَىٰ) وقوله : « سقف الجنة عرش الرحمن والنار
تحت الأرضين السبع ».
انّ ما نقله التفتازاني هو رواية عكرمة
، عن ابن عباس ، انّه قال : قدم يهوديان فسألا أمير المؤمنين عليهالسلام
، فقالا : أين تكون الجنة ؟ وأين تكون النّار ؟ قال : أمّا الجنّة ففي
السماء ، وأمّا النار ففي الأرض ، قالا : فما السبعة ؟ قال : سبعة
أبواب النّار متطابقات ، قال : فما الثمانية ؟ قال : ثمانية أبواب الجنة. [٣]
[٣] بحار الأنوار : ٨
/ ١٢٨ ، باب الجنة ونعيمها من كتاب العدل والمعاد ، الحديث ٢٨.
[٤] هو أبو عبد الله القرشي
، مولاهم المدني ، البربري الأصل ، كان لحصين بن أبي الحر العنبري فوهبه
لابن عباس ، وذكر انّه كان يرى رأي الخوارج وكان يكذب على ابن عباس ، قال
ابن حنبل
: مضطرب الحديث يختلف عنه وما أدري وروي عن الشافعي ، قال : لا أرى لأحد أن
يقبل
حديثه ، توفي سنة أربع ومائة.