responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفاهيم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 8  صفحه : 263

وفي آية أُخرى ( إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ ) [١].

والمراد شهادته على أعمال أُمّته من خير وشر وصلاح وفساد ، وأداء الشهادة فرع تحمّلها ولا يتحمله إنسان إلاّ بعد العلم بظواهر أعمالهم وبواطنها ، وخير نياتهم وشرّها ، وهذا يدل على سعة علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالظواهر والبواطن ، والحقائق والدقائق.

٤. المثاليّون من الأُمة الإسلامية

قال سبحانه : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ). [٢]

فيقع الكلام في تعيين ما هو المقصود من المخاطبين ، فهل المراد الأُمّة الإسلامية قاطبة ؟ وعلى هذا يكون المشهود عليهم هم الأُمم السالفة ، أو المراد شهادة بعض الأُمّة على بعض ؟

والظاهر انّ الثاني هو المتعيّن ، إذ لو كانت الأُمّة الإسلامية أُمة صالحة برُمَّتها لصحت شهادتهم ، وأمّا إذا كانت غالبية الأُمة غير شاكرين ، كما يقول سبحانه : ( وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) [٣] فكيف تكون تلك الأُمة بعامتهم شهداء ؟!

فلا محيص عن كون المراد بعض الأُمّة لا جميعهم ، وليس هذا البعض إلاّ من اختارهم الله سبحانه أئمّة على الأُمّة وحكّاماً على البلاد.

يقول الإمام الصادق عليه‌السلام : فإن ظننت انّ الله عنىٰ بهذه الآية جميعَ أهل القبلة من الموحدين ، أفترىٰ أنّ من لا تجوز شهادته في الدنيا علىٰ صاع من تمر ،


[١] المزمل : ١٥.

[٢] البقرة : ١٤٣.

[٣] الأعراف : ١٧.

نام کتاب : مفاهيم القرآن نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 8  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست