سبحانه : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
* فَسَوْفَ يُحَاسَبُ
حِسَابًا يَسِيرًا)[١]
غير أنّ المهم هو الوقوف على من يحاسب بهذا النوع من الحساب.
ويستفاد من الآية التالية : أنّ صلة
الرحم توجب يسر الحساب ، قال سبحانه : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ
مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ).
[٢] وهذا يوحي
إلى أنّ قطع الرحم يوجب سوء الحساب ووصلها يوجب يسره ، وقد ورد في بعض الروايات أنّ صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة ، ثمّ قرأ : (يَصِلُونَ
مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ).
٨. اختلاف العباد
عند الحساب
انّه سبحانه كما يحاسب بعض العباد
بالدقة والاستقصاء ، يحاسب بعضهم بالعفو والإغماض ، فمن بلغ في العقل
والوعي مرتبة سامية يحاسب حساباً دقيقاً ، بخلاف من لم يبلغ تلك المرتبة من
العقل والوعي فانّه يحاسب دون ذلك.
يقول الإمام الباقر عليهالسلام : « إنّ ما يداقّ الله العباد في
الحساب يوم القيامة علىٰ قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا ». [٣]
وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام انّه
قال : « إذا كان يوم القيامة وقف
عبدان مؤمنان ، للحساب كلاهما من أهل الجنة ، فقير في الدنيا ، وغني في
الدنيا ، فيقول الفقير : يا ربّ علىٰ ما أوقف ؟ فوعزتك إنّك لتعلم أنّك لم
تولّني ولاية
فأعدل فيها أو أجور ، ولم ترزقني مالاً فأُؤدّي منه حقاً أو أمنع ، ولا كان
رزقي يأتيني منها