قائمة والسيّئات في
قائمة أُخرى ثمّ يوازن بينها فإن رجحت حسناته علىٰ سيئاته ، فيعطى كتابه
بيمينه ، وإن رجحت سيئاته على حسناته فيعطىٰ كتابه بشماله ، قال
سبحانه :
إنّ الاختلاف في شمولية الحساب وعدمها
راجع إلى الحساب التدويني ، وأمّا الحساب التكويني فشموليته أمر لا خلاف
فيه ، لأنّ مرجع الحساب التكويني يعود إلى الآثار الواقعية للعمل التي لا
تنفك عنه ، ولذلك يعم الجميع من دون فرق بين صالح وصالح أو طالح وطالح.
إنّما الكلام في شمولية الحساب التدويني
بالمعنى الذي عرفت ، فقد مرّ أنّ بعض الآيات تثبت الشمولية لكافة الناس دون فرق بين الرسول والذين أرسل إليهم. [٣]
كما أنّ بعض الآيات تنفي السؤال عن
الإنس والجن [٤]
الذي يلازم نفي الحساب عنهم ، فما هو وجه الجمع بين الطائفتين ؟
وقد اختلفت كلمة المفسرين في الجمع بين
الآيات بوجوه :
الأوّل
: انّ الآيات النافية للسؤال لا تنفيه
بتاتاً ، بل تنفي السؤال على غرار