الموت حسب ما يقوله صاحب المقاييس [١] ولسان العرب [٢]
عبارة عن ذهاب القوّة في الشيء. وبمناسبة هذا المعنى ، استعمل لفظ الموت
في موارد كثيرة يظن انّها معاني مختلفة له ، بل الحقّ أنّ المعنىٰ واحد
وهذه مصاديق لهذا
الجامع ، ولو كانت هناك خصوصيات تميّز كلّ واحد عن الآخر ، فإنّما هي من
لوازم تلك المصاديق لا من خصوصيات المعنى.
ولذلك يستعمله القرآن الكريم تارة في
الأرض الجرداء القاحلة ويقول : (وَآيَةٌ لَّهُمُ
الأَرْضُ المَيْتَةُ). [٣]
وأُخرى في الأصنام الفاقدة للحركة ، ويقول : (أَمْوَاتٌ غَيْرُ
أَحْيَاءٍ).
[٤] وثالثة في
مراحل الخلقة التي يمرّ بها الإنسان قبل ولوج الروح ويقول : (وَكُنتُمْ
أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ). [٥]
ورابعة في الإنسان المنزوع عنه الروح ، قال سبحانه : (ثُمَّ
إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ). [٦] وهذه المراحل تشترك في المعنى الجامع للموت ، وهو ذهاب القوّة عن الشيء ، فيكون اللفظ مشتركاً معنوياً له مصاديق متنوعة.
ب. هل الموت أمر عدمي ؟
إذا كان المراد من الموت هي الحالة العارضة
على الإنسان بعد نزع روحه