١. أثبت العلم الحديث انّ بدن الإنسان
في تحوّل وتغيّر مستمر ، فهو في ظل هذا التحوّل ذو أبدان كثيرة ، وقيل انّ خلايا البدن الإنساني تتغير برمتها كلّ ثمان سنين.
٢. إذا افترضنا انّ البدن الأخير
وماتقدمه من الأبدان صادف المانع وأصبح جزءاً لإنسان آخر ، ولو من خلال
تحول البدن إلى تراب ونبات وحيوان ، ولكن ليس عامّة الأجزاء من كلّ بدن
مأكولاً لفرد آخر ، وإنّما يتحول جزء من كل بدن ، فعند ذلك يحشر بأي بدن
شاء الله وإن كان بدناً نحيلاً ، لأنّه يكفي في المعاد انّ البدن الأُخروي
نفس البدن الدنيوي ولم يدل دليل على العينية من حيث السمن والضعف.
٣. لو افترضنا ـ وإن كان الفرض من
النُدرة بمكان ـ أن تتحول أغلب الأجزاء من كلّ بدن إلى بدن إنسان آخر بحيث
لا يكون الباقي كافياً في تشكيل بدن الآكل ، وعندئذ لا مانع من إكمال البدن
بالاستعانة بأجزاء ترابية وهوائية أُخرىٰ ، ولا يعدّ ذلك نقضاً في الحشر ،
لما عرفت من أنّ الملاك هو صدق
العينية عرفاً لا عقلاً ، ولذلك يعبر سبحانه عن ذلك بقوله : (أَوَلَيْسَ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم
بَلَىٰ وَهُوَ الخَلاَّقُ الْعَلِيمُ)[١] بناء على أنّ الضمير في « مثلهم » يرجع إلى الإنسان ، وقال عزّ من قائل : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ
مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورًا). [٢]
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « وإذا قبضه ( أي روح المؤمن ) الله إليه
سيّر تلك