الحاصلة بالتغذية ،
فالمعاد من كلّ من الآكل والمأكول الأجزاء الأصلية الحاصلة في أوّل الفطرة من غير لزوم فساد. [١]
وقد عرفت عدم ثبوت أصل النظرية من أنّ
لكلّ إنسان أجزاء صلبة أصلية لا تكون جزءاً للغير ، فيسقط الجواب مادام لم يثبت الأصل.
إجابة صدر
المتألّهين عن الشبهة
أجاب الحكماء عن الشبهة بمسألة انّ
تشخّص كلّ إنسان إنّما يكون بنفسه لا ببدنه ، وأنّ البدن المعتبر فيه أمر
مبهم لا تحصُّل له إلاّ بنفسه ، وليس له من
هذه الحيثية تعيّن ولا ذات ثابتة ، ولا يلزم من كون بدن زيد محشوراً أن
يكون الجسم الذي منه صار مأكولاً لسبع أو إنسان آخر ، محشوراً ، بل كلّما
يتعلّق به نفسه هو بعينه بدنه الذي كان ، فالاعتقاد بحشر الأبدان يوم
القيامة هو أن يبعث أبدان من القبور إذا رأى أحد كلّ واحد واحد منها يقول
هذا فلان بعينه ، أو هذا بدن فلان ، ولا يلزم من ذلك أن يكون غير مبدَّل
الوجود والهوية ، كما لا يلزم أن يكون مشوّه الخلق ، والأقطع والأعمىٰ
والهرم محشوراً علىٰ ما كان من نقصان الخلقة
وتشويه البنية كما ورد في الأحاديث. [٢]
وما ذكره من الجواب هو اللائح من قوله
سبحانه : (قَالُوا أَإِذَا
ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ
* قُلْ يَتَوَفَّاكُم
مَّلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ). [٣]
فانّ الشبهة جاءت في صدر الآية تحت
عنوان الضلال في الأرض ، أعني