وهناك تعريف آخر لتمييز الذاتية عن
الفعلية وهو إنّ كلّ ما يجري على الذات على نسق واحد فهو صفة الذات مثل قولنا «
يعلم » و « يقدر » وإنّه « حي » ولا يصح أن يقال « لا يعلم » و « لا يقدر » وانّه
« ليس بحي » أيضاً ، وأمّا ما يجري عليه سبحانه على وجهين أي بالايجاب تارة وبالسلب
اُخرىٰ ، فهذا صفة الفعل فيصح أن يقال يخلق ولا يخلق ، ويرزق ولا يرزق ، ويرحم
ولا يرحم.
قال الشيخ المفيد : « لا يصحّ وصفه
تعالى بأنّه يموت أو بأنّه يعجز أو بأنّه يجهل ، ولا يصحّ وصفه بالخروج عن كونه
حيّاً وعالماً وقادراً ، ولكن يصحّ الوصف بأنّه غير خالق اليوم ، ولا رازق لزيد ،
ولا محيي لميت ، ولا مبدئ لشيء في هذا الحال ولا معيد له ، ويصح الوصف له بأنّه
يرزق ، ويمنع ، ويحيي ، ويميت ، ويبدئ ، ويعيد ، ويوجد ، ويعدم ، فثبت إنّ العبرة
في أوصاف الذات وأوصاف الأفعال بما ذكرنا » [١].
وقد اختار هذا الملاك الشيخ الكليني في
كافيه فانّه بعد ما نقل جملة من الروايات حول صفات الذات وصفات الفعل له تعالى قال
:
« إنّ كلّ شيئين وصفت الله بهما وكانا
جميعاً في الوجود أي ايجاباً وسلباً ، اثباتا ونفياً فذلك صفة الفعل [٢].