وأمّا ايكال الإنسان الاُمور إلى الله سبحانه
فهو مبني على اعترافه بالعجز بالقيام أوّلاً وكونه عالماً وقادراً ورحيماً ثانياً
وهذه الصفات وهذا النحو غير حاصل إلاّ لله سبحانه الحي ، فلا جرم أن يكون وكيلاً
بمعنى أنّ العباد العارفين يفوّضون اُمورهم إليه.
قال سبحانه : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) ( الفرقان /
٥٨ ).
ثُمَّ إنّ إيكال الأمر إليه ليس بمعنى
عدم القيام بفعل ، بل معناه أنّه يجب على العبد بذل ما في مقدرته من الأفعال والأعمال
ثُمَّ إيكال الأمر إليه حتى تصل إلى النتيجة ، ولأجل ذلك ورد الأمر بالتوكّل في
الحروب والمغازي التي يجب للإنسان بذل ما يملك من النفس والنفيس فيها.