ذكر ابن فارس : إنّ لمادته معنيين
متقاربين ، أحدهما الأمانة التي هي ضد الخيانة ومعناها سكون القلب ، والآخر
التصديق ، ويظهر من « الراغب » إرجاع المعنيين إلى معنى واحد قال : أصل الأمن
طمأنينة النفس وزوال الخوف. و « الأمن » و « الأمانة » و « الأمان » في الأصل مصادر.
وكأنّه يريد إرجاع المعنى الثاني أي
التصديق إلى المعنى الأوّل وهو طمأنينة النفس وزوال الخوف ، وعلى كل تقدير فقد استعمل
القرآن هذه المادة في المعنيين المذكورين قال حاكياً عن ولد يعقوب : (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا) أي بمصدّق
لنا ، وكما قال : (وَآمَنَهُم
مِّنْ خَوْفٍ) أي أعطاهم الأمان الذي هو ضد الاخافة ،
وربّما يقال في إرجاع التصديق إلى المعنى الأوّل أي الأمان هو انّ المتكلم يخاف أن
يكذّبه السامع فإذا صدّقه وآمن له ، فقد أزال ذلك الخوف عنه فسمّي التصديق
إيماناً.
والظاهر أنّ المراد من المؤمن في الآية
الذي وقع وصفاً له سبحانه هو « معطي الأمان » لعباده حيث يؤمّنهم عن العذاب في
الدنيا والآخرة ، قال : (إِنَّ
الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم