وقال سبحانه : (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ
سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) ( النساء / ٣٤
).
أمّا معناه فقد قال « ابن فارس » :
للعلوّ أصل واحد يدلّ على السمو والارتفاع لا يشذّ عنه شيء من ذلك ، العلاء والعلو
، ويقولون : « تعالى النهار » أي ارتفع.
قال الخليل : أصل هذا البناء ، العلوّ ،
فأمّا العلاء فالرفعة ، وأمّا العلو فالعظمة والتجبّر ، يقولون علا الملك في الأرض
علواً كبيراً.
وعلى ذلك فالمراد من توصيفه سبحانه
بعليّ هو علوّه من أن يحيط به أفكار المفكّرين ، ووصف الواصفين ، وعلم العارفين ،
فهو تعالى لعلوّه لا تناله أيدي الخلوقات ولعظمته لا يعهده كثرة الخلق ، فهو
العليّ المطلق لا غيره ، فإنّ العلو من الكمال وحقيقةُ كل كمال قائم به.
قال الصدوق في تفسير اسم العلي : إنّه
تعالى عن الأشباه والأنداد وعمّا خاضت فيه وساوس الجهّال ، وترامت إليه فكر
الضلاّل فهو عليّ متعال عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً.