لقد عُرِّف العلم بأنّه صورة حاصلة من
الشيء على صفحة الذهن.
وبعبارة أُخرى : هو انعكاس الخارج إلى
الذهن ، عند اتصال الإنسان بالخارج.
وهذا التعريف انتزعه الحكماء من كيفيّة
حصول العلم للإنسان عند اتّصاله بالخارج ، إذ لا شكّ أنّ الخارج لا يمكن أن يقع في
اُفق الذهن بنفس واقعيّته وحقيقته وعينيّته ، وإلاّ لزم أن ينتقل كلّ ما للوجود
الخارجي من الأثر إلى عالم الذهن ، وإنّما ينتقل إليه بصورته المنتزعة منه عن طريق
أدوات المعرفة من الحواس الخمس.
وبالتالي : إنّ العلم هو الصورة الحاصلة
من الشيء عند العقل.
غير أنّ هذا التعريف ناقص من جهات شتّى
نشير إلى بعضها :
أوّلاً : عدم شموله لبعض
أنواع العلم
إنّ العلم ينقسم إلى قسمين : حصولي
وحضوري ، وإليك بيانهما :
لو كان الشيء حاضراً عند « العالم »
بصورته وماهيّته لا بوجوده الخارجي ، فالعلم « حصولي ».
ولو كان المعلوم حاضراً لدى « العالم »
بواقعيّته الخارجيّة من دون توسيط صورة بين الواقعيّة والعالم ، فالعلم « حضوري » [١].