وأمّا معناه فقد قال ابن فارس : إنّه
أصل يدلّ على حضور وعلم واعلام من ذلك : الشهادة ، والمشهد محضر الناس.
وقال الراغب : الشهود والشهادة : الحضور
مع المشاهدة أمّا بالبصر أو بالبصيرة وقد يقال للحضور مفرداً ، قال : « عالم الغيب
والشهادة » ، ويقال للمحضر مشهد ، وللمرأة التي يحضرها زوجها مشهد ، وجمع مشهد
مشاهد ومنه مشاهد الحج وهي مواطنه الشريفة التي يحضرها الملائكة والأبرار من
الناس.
أقول
: الظاهر انّ الشهادة موضوعة للحضور وافادتها
العلم ، لأنّها تلازمه ويدلّ على ذلك قوله سبحانه : (لِيَشْهَدُوا
مَنَافِعَ لَهُمْ) ( الحجّ / ٢٨ ). و (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا) ( النور / ٢
). (وَالَّذِينَ لا
يَشْهَدُونَ الزُّورَ) ( الفرقان / ٧٢ ).
فمعنى كونه سبحانه « شهيداً » على كل
شيء أنّه لا يخفى على الله منه شيء كما صرّح وقال : (فَإِنَّهُ
يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) ( طه / ٧ ) ومع ذلك لأنّه ليس بينه وبين