وبذلك يتّضح كون العقاب على قسمين : قسم
يعمّ الظالم في العاجل وقسم يشمله في الآجل كل ذلك لحكمة خاصّة هو واقف عليها ،
غير أنّ رحمته وغفرانه سبقا غضبه وعقابه.
أمّا السلام لغة ، فقد قال ابن فارس :
معظم بابه من الصحّة والعافية ، فالسلامة أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى ، قال
أهل العلم : الله جلّ ثناؤه هو السلام ، لسلامته ممّا يلحق المخلوقين من العيب والنقص
والفناء. قال الله جلّ جلاله : (وَاللهُ
يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلامِ).
وقال الراغب : السلامة : التعرّي من
الآفات الظاهرة والباطنة قال : « بقلب سليم » أي متعرٍّ من الدغل وهذا في الباطن ،
وقال تعالى : (مُسَلَّمَةٌ
لاَّ شِيَةَ فِيهَا) وهذا في الظاهر ، وقال تعالى : (لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ) أي السلامة
، والسلامة الحقيقيّة ليست إلاّ في الجنّة إذ فيها بقاء بلا فناء ، وغنى بلا فقر ،
وعزّ بلا ذلّ ، وصحّة بلا سقم ، وقيل « السلام » اسم من أسماء الله تعالى وصف بذلك
حيث لا تلحقه العيوب والآفات التي تلحق الخلق [١].