اتَّبَعُوا
أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) ( هود / ٥٩
) فبحكم المقابلة أي مقابلة جبّار مع البرّ ، وتوصيفه بالشقاء والعناد ، يعلم معنى
الجبّار الموصوف به الانسان ، كما أنّ المراد من قوله سبحانه : (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا
قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا
فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) ( المائدة /
٢٢ ) هو كونهم شديدي البطش والبأس وهو يلازم قهر الناس على الحرب والمقابلة.
الخامس والعشرون : « الجامع »
وقد ورد اللفظ في القرآن الكريم ثلاث
مرّات ووقع وصفاً له سبحانه في آيتين قال : (رَبَّنَا
إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ
المِيعَادَ) ( آل عمران / ٩ ).
والظاهر أنّ المراد من كونه جامعاً هو
جمع الخلق في موقف القيامة بشهادة قوله سبحانه : (هَٰذَا
يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ) ( المرسلات
/ ٣٨ ) وقوله سبحانه : (إِنَّ
يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ
* يَوْمَ لا
يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنصَرُونَ
* إِلاَّ مَن
رَّحِمَ اللهُ) ( الدخان / ٤٠ ـ ٤٢ ) ، والذي يوضح ذلك
أنّ قوله (رَبَّنَا إِنَّكَ
جَامِعُ النَّاسِ) بمنزلة التعليل لسؤال الرحمة الوارد في
الاية المتقدمة : أعني (رَبَّنَا
لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً
إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) ( آل عمران / ٨ ). فعلّل سؤاله الرحمة
بأنّه سبحانه يجمع الناس في يوم القيامة الذي لا يغني فيه أحد عن أحد ، وعلى ضوء
ذلك فما ذكره الرازي من الوجوه كلّها ساقطة فلاحظ [١].