الأطهار ، وهذه الحقيقة
يلمسها كلُّ من وقف على معتقدات الشيعة.
ثم لو فرضنا صحة ما يقوله الأُستاذ ،
فنقول : إنّ الشيعة والسنّة في هذا الأمر سواسية ، وقد روى مسلم في صحيحه مسألة
وراثة قريش الإمامة والخلافة واحداً تلو الآخر منهم ، إلى أن ينتهي عددهم إلى
الاثني عشر ، فجواب الأُستاذ عن هذه الأحاديث هو نفس جواب الشيعة عن الإمامة
الوراثية المزعومة.
روى مسلم في صحيحه عن رسول الله أنّه
قال : « لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان ».
وروى عن جابر بن سمرة ، قال : دخلت مع
أبي على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
فسمعته يقول : « إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة » ثم تكلم
بكلام خفي عليّ قال : فقلت لأبي ما قال ؟ قال : قال « كلّهم من قريش ».
وفي نص آخر يقول : « لا يزال الإسلام
عزيزاً إلى اثني عشر خليفة » ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي ما قال ؟ فقال : «
كلّهم من قريش » [١].
فنسأل الأُستاذ ما معنى هذه الحكومة
الوراثية الّتي أخبر عنها النبي الصادع بالحق ، وأنّ قبيلة قريش تستلم الخلافة
واحداً تلو الآخر إلى أن ينتهي عدد الخلفاء إلى اثني عشر خليفة ؟ فلو كانت الحكومة
الوراثية صورة معكوسة عن الحكومة الإلهية والدعوة السماوية ، فلماذا أخبر عنها النبي
كما أخبر بأنّ الإسلام يعتز بهم ، أفهل يتصوّر عزة الإسلام بحكومة على غرار
الحكومات المادية ؟!
ثم نسأل الأُستاذ مَنْ أُولئك الأئمة
الاثنا عشر الذين أخبر عنهم خاتم الأنبياء والرسل ؟ أفهل ينطبق ذلك بعد الخلفاء الأربعة
، على خلفاء الأمويين أو
[١] صحيح مسلم : ٢ /
٣ ، كتاب الامارة ، باب الناس تبع لقريش والخلافة لقريش.