الجائرة والدعاة لهم
في صلوات الجمعة والجماعة ، فما هو جوابهم عند الله عن هذا الركون الّذي لا يمكن
إنكاره ؟!
هذا هو زميله أبو الأعلى المودودي أوّل
فائز بجائزة الملك فيصل ، وذاك نصيره الآخر « عبد رب الرسول سياف » الفائز
بالجائزة الملكية عام ١٤٠٤ ه [١]
، وهكذا دواليك فلا يشك ذو مسكة انّ جميع مشاريعهم وخططهم قائمة بالأُجور المبذولة
من قبل الحكومات المفروضة على الأُمّة الإسلامية ، وهؤلاء قبال هذه النعم والترف ،
يسعون بكل قوة وحماس ، في تدعيم عروشهم وتحكيم دعائمها ، ومع ذلك يدّعون أنّهم على
خط الإسلام ، والتوحيد وغيرهم على خط الوثنية والشرك.
فما هذا التوحيد الّذي يدّعونه ويجعلونه
واجهة لكل آمالهم وأُمنياتهم الدنيوية ؟! فلو كانت حقيقة التوحيد كسر الأصنام
والأوثان ، وحذف الوسائط بين العبد والرب ، فما معنى تكريم هذه الطواغيت الجائرة ،
والدعاء لهم والافتخار بضيافتهم الفاخرة ، والنزول عند رغباتهم واتخاذهم سناداً
وعماداً في الحياة حتّى كأنّه لولاهم لما استقر لهم العيش ؟
نراهم ونرى كل من كان في الخط الذي يمشي
عليه هؤلاء ، ساكتين في مقابل طواغيت العصر وأعمالهم الإجرامية ومنها تسامحهم بل
تعاملهم مع الشيطان الأكبر الّذي زرع دويلة إسرائيل في قلب الأُمّة الإسلامية ،
وهومعلوم للأصم والأعمى ، فكيف بالسميع والبصير ؟!
نرى أنّه سبحانه يذمّ الساكتين ويندّد
بالمحايدين عندما يطرح حياة أُمّة من بني إسرائيل الذين كانوا يعيشون في ساحل من
سواحل البحر ، فيقسمهم إلى ثلاثة أصناف :
[١] جريدة أخبار
العالم الإسلامي ، رجب ١٤٠٧ ه ـ الموافق ١٦ آذار ١٩٨٧ م.