بالمقام على البغي
مفارقة لأمر الله ، ومن يفارق أمر الله لا يكون مهتدياً ، وكان يجب أن يكون بسر بن
أرطاة الّذي ذبح ولدي عبيد الله بن عباس الصغيرين ، مهتدياً ، لأنّ بسراً من الصحابة
أيضاً ، وكان يجب أن يكون عمرو بن العاص ومعاوية اللّذان كانا يلعنان علياً وولديه
أدبار الصلاة ، مهتديين ; وقد كان في الصحابة من يزني ، ومن يشرب الخمر ، كأبي
محجن الثقفي ; ومن يرتد عن الإسلام ، كطليحة بن خويلد ، فيجب أن يكون كل من اقتدى
بهؤلاء في أفعالهم مهتدياً.
٥. هذا الحديث ( أصحابي كالنجوم ) من
موضوعات متعصبة الأُموية ، فإنّ لهم من ينصرهم بلسانه وبوضعه الأحاديث ، إذا عجز
عن نصرهم بالسيف ، وكذا القول في الحديث الآخر وهو قوله : « القرن الّذي أنا فيه »
وممّا يدل على بطلانه انّ القرن الّذي جاء بعده بخمسين سنة ، شر قرون الدنيا ، وهو
أحد القرون الّتي ذكرها في النص ، وكان ذلك القرن هو القرن الّذي قتل فيه الحسين ،
وأوقع بالمدينة ، وحوصرت مكة ، ونقضت الكعبة ، وشربت خلفاؤه والقائمون مقامه
المنتصبون في منصب النبوة ، الخمور وارتكبوا الفجور ، كما جرى ليزيد بن معاوية
وليزيد بن عاتكة ولوليد بن يزيد ، وأُريقت الدماء الحرام ، وقتل المسلمون وسبي
الحريم ، واستعبد أبناء المهاجرين والأنصار ، ونقش على أيديهم كما ينقش على أيدي
الروم ، وذلك في خلافة عبد الملك ، وإمرة الحجاج ، وإذا تأملت كتب التواريخ وجدت
الخمسين الثانية ، شراً كلّها لا خير فيها ولا في رؤسائها وأُمرائها ، والناس
برؤسائهم وأُمرائهم ، والقرن خمسون سنة فكيف يصحّ هذا الخبر ؟!
٦.
فأمّا ما ورد في القرآن من قوله تعالى : (لَقَدْ
رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ)[١] ، وقوله : (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ)[٢] ، وقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :