الحوض من ورد شرب ،
ومن شرب لم يظمأ أبداً ، وليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني
وبينهم ... » قال أبو حازم : فسمع النعمان بن أبي عياش وأنا أُحدّثهم بهذا الحديث
فقال : هكذا سمعت سهلاً يقول ؟ فقلت : نعم. قال : وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري
لسمعته يزيد فيقول : « إنّهم مني » ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول
: « سحقاً سحقاً لمن بدّل بعدي ». أخرجه البخاري ومسلم [١].
وظاهر الحديث أنّ المراد بقرينة « بدّل
بعدي » أصحابه الذين عاصروه وصحبوه وكانوا معه مدة ثم مضوا.
روى البخاري ومسلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « يرد عليّ يوم القيامة رهط من
أصحابي ـ أو قال من أُمّتي ـ فيحلؤون عن الحوض ، فاقول : يا رب أصحابي ، فيقول :
إنّه لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، انّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى » [٢].
ثم قال : وللبخاري : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « بينما أنا قائم على الحوض إذا
زمرة حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلمّ ، فقلت : أين ؟ فقال :
إلى النار والله ، فقلت : ما شأنهم ؟ قال : إنّهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى ، ثم
إذا زمرة أُخرى حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال لهم : هلمّ ، قلت :
إلى أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : ما شأنهم ؟ قال : إنّهم قد ارتدوا على
أدبارهم ، فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم » [٣].
[١] جامع الأُصول :
١١ / ١٢٠ ، الحديث ٧٩٧٢ ، كتاب الحوض في ورود الناس عليه. و « الفرط » : المتقدّم
قومه إلى الماء ويستوي فيه الواحد والجمع ، يقال رجل فرط وقوم فرط.