وأمّا الثاني : فقد قال ابن هشام فيه
أيضاً : فلمّا انهزم الناس ورأى من كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
من جفاة أهل مكة ، الهزيمة ، تكلّم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن ، فقال أبو
سفيان بن حرب : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وصرخ جبلة بن حنبل : ألا بطل السحر
اليوم ... [١].
أفبعد هذا يصح أن يعد جميع الصحابة بحجة
أنّهم رأوا نور النبوة عدولاً أتقياء ؟!
قال القرطبي في « تفسيره » قد فرّ الناس
يوم « أُحد » وعفا الله عنهم ، وقال الله فيهم يوم حنين : (ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ) ثم ذكر فرار
عدة من أصحاب النبي من بعض السرايا [٢].
هذا الإمام الواقدي يرسم لنا تولّي
الصحابة منهزمين ويقول : فقالت أُم الحارث فمر بي عمر بن الخطاب ، فقالت أُم
الحارث : يا عمر ما هذا ؟ فقال عمر : « أمر الله » ، وجعلت أُم الحارث تقول : يا
رسول الله من جاوز بعيري فاقتله [٣].
هذه هي الأصناف العشرة من صحابة النبي
ممّن لا يمكن توصيفهم بالعدالة والتقوى ، أتينا بها في هذه العجالة مضافاً إلى
الأصناف المضادة لها ، ولكن نلفت نظر القارئ الكريم إلى الآيات الواردة في أوائل
سورة البقرة وسورة النساء
[١] سيرة ابن هشام :
٣ / ١١٤ و ٤ / ٤٤٤. ولاحظ التفاسير.