وعلى هذا فجعل الأنبياء على قسمين
معتمداً على ما استظهر من الآية غير تام ، وإن كان أصل التقسيم صحيحاً على ما
سيبيّن.
وثانياً
: فلماذا لا تكون الإمامة ذات مراتب
ودرجات ومقولةً بالتشكيك ويكون الكل باعتبار انّ لهم نور الوحي والنبوة ، والعصمة
والمصونية ، أئمّة يقتدى بهم ، وتخصيص الإمامة بجماعة خاصة منهم بلغوا القمّة في
الطهارة والفضيلة يحتاج إلى دليل خاص ، فإنّ الإنسان المثالي إذا بلغ مقام العصمة
يصبح أُسوة للناس ودليلاً في الحياة ، وإماماً في القول والعمل ، فالتشدّد
والتزمّت في شرطية ترك الأولى في الإمامة ، غير واضح.
نعم لو كان ما اقترفوه من الأعمال ،
عصياناً صحّ القول بعدم كونهم أئمّة وأُسوة على وجه الإطلاق ، وأمّا اذاكان أمراً
مباحاً وجائزاً شرعاً وإن كان الأولى تركه ، فلا وجه لإخراج المقترفين منهم عن
كونهم أئمّة.