أمر به سبحانه بقوله
: (وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ
أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[١] ، ولكن لا يصحّ إذا أُعطي شيئاً من
جانب الله سبحانه ، أن يطلبه في الوقت نفسه لذريته مع أنّه لم يكن في وقت الطلب ذا
ذرية ، فإنّ ذلك كلام خارج عن المتعارف ، وأمّا كون الطلب لأجل الوقوف على أنّه هل
يرزق في المستقبل بعض الذرية أو لا ؟ فهو كما ترى.
قال العلاّمة الطباطبائي : وكيف يسع من
له أدنى تدريب بأدب الكلام ، وخاصة مثل إبراهيم الخليل في خطاب يخاطب به ربّه
الجليل أن يتفوّه بما لا علم له به ؟ ولو كان ذلك لكان من الواجب أن يقول : ومن
ذريتي إن رزقتني ذرية أو ما يؤدّي هذا المعنى [٢].
الملاك الثاني كونه
أُسوة في المجالات الثلاثة
النبوة عبارة عن نزول الوحي على الإنسان
، والرسالة إبلاغه وتحقيق النبوة في مجالها ، ولكن ليس كل نبي إماماً بل الأنبياء
على قسمين : منهم أئمّة ومنهم غير أئمة قال سبحانه : (وَجَعَلْنَا
مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا
يُوقِنُونَ)[٣]
، والآية بحكم « من » التبعيضية تدل على أنّه سبحانه لم يجعل كل الأنبياء أئمّة ،
بل جعل البعض منهم أئمّة.
وعلى ذلك فيجب التفحص في الآيات الواردة
حول الأنبياء للتعرف على الأئمّة من بينهم ، ويستظهر انّ المراد مَن يصلح أن يكون
أُسوة على الإطلاق في