٤. أمره بذبح ولده ، فقام بامتثال الأمر
على صعوبته البالغة برحابة صدر وتسليم لأمر الله ، بحيث حكى ذلك تعالى بقوله : (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ
... ).
وهذا التوصيف ( البلاء المبين ) وإن كان
ناظراً إلى قيام إبراهيم بمحاولة ذبح الولد ، ولكنّه يشعر بأنّ بقية الكلمات الّتي
ابتلي بها إبراهيم كانت أعمالاً تشابه ذلك من حيث المشقة ، وليست تلك الأعمال في
حياة إبراهيم إلاّ ما تكفّلت تلك الآيات ببيانها.
فعند ذلك قامت الحجة على أنَّ إبراهيم
خالص من كل مزيج ، صفو من كل كدر ، فاستحق الارتقاء إلى منصب عال لم يرتق إليه أحد
من قبله ، وهو منصب الإمامة.
٣. المراد من
الإتمام
التمام في مقابل النقص ، ومعنى الإتمام
إبلاغ الشيء إلى حد الكمال ، يقول سبحانه : (وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) ، والمراد من إتمام الكلمات هو القيام
بها