للتعرّف على مفهوم كلمة الإمام في
القرآن أهمية خاصة ، كما أنّ التعرّف على مفهومي النبي والرسول فيه كذلك ، وقد
فرغنا من تبيين مفهوم الأخيرين في الجزء السابق ، وبقى البحث عن مفهوم الإمام في
الكتاب العزيز.
إنّ الإمام في مصطلح المتكلّمين هو
القائد العام للمسلمين الّذي يخلف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في كل أو بعض ما يمتّ له بصلة ، وقد اتّفقت الأُمّة على انسداد باب الوحي وختم
التشريع بموت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولحوقه بالرفيق الأعلى ، وإنّما الكلام في مقدار المسؤولية الّتي يتحمّلها الإمام
في خلافته عنه ، وهذا الاختلاف أوجد نظريتين في باب الإمامة بين المتكلّمين ، بل
أحدث مدرستين وصار سبباً للاختلاف في لزوم بعض الشروط في الإمام وعدمها ، ولا يمكن
الوصول إلى الحق إلاّ بعد دراسة النظريتين على ضوء الكتاب والسنّة والعقل ، ولا
يصح إبداء النظر في لزوم الشروط الّتي ذكرها المتكلّمون إلاّ بعد تلك الدراسة ،
وإليك بيان النظريتين :
الإمامة تفويض
اجتماعي
الإمامة منصب اجتماعي بمعنى انّ الأُمّة
هي صاحبة السلطة العليا تخوّلها للإمام ، وهي الّتي تحاسب الإمام وتراقب قراراته
وعليها أن تنتخب من يقودها.