وقد روي عن النبي الأكرم أنّه قال : «
لم أزل أُنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ». ولعل فيه إيعازاً إلى طهارة
آبائه وأُمّهاته من كل دنس وشرك [٢].
وأمّا
الوالدة : فكفى في ذلك ما رواه الحفّاظ عنها عند
وفاتها فإنّها ( رضي الله عنها ) خرجت مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهو ابن خمس أو ست سنين ونزلت بالمدينة تزور أخوال جده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهم بنو عدي بن النجار ، ومعها أُم
أيمن « بركة » الحبشية ، فأقامت عندهم ، وكان الرسول بعد الهجرة يذكر أُموراً حدثت
في مقامه ويقول : « إنّ أُمّي نزلت في تلك الدار ، وكان قوم من اليهود يختلفون
وينظرون إليّ ، فنظر إليّ رجل من اليهود ، فقال : يا غلام ما اسمك ؟ فقلت : أحمد ،
فنظر إلى ظهري وسمعته يقول : هذا نبي هذه الأُمّة ، ثم راح إلى إخوانه فأخبرهم ، فخافت
أُمّي عليّ ، فخرجنا من المدينة ، فلمّا كانت بالأبواء توفيت ودفنت فيها ».
روى أبو نعيم في دلائل النبوّة عن أسماء
بنت رهم قالت : شهدت آمنة أُمّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
في علتها التي ماتت بها ، ومحمد عليه الصلاة والسلام غلام « يفع » [٣] له