٢. نحن نفترض الكلام في غير أبي طالب ، فإذا أردنا الوقوف على
نفسية فرد من الأفراد والعلم بما يكنّه من الإيمان أو الكفر ، فما هو الطريق إلى
كشفها ؟ فهل الطريق إليه إلاّ كلامه وقوله ، أو ما يقوم به من عمل ، أو ما يروي
عنه مصاحبوه ومعاشروه ، فلو كانت هذه هي المقاييس الصحيحة للتعرف على النفسية ،
فكلّها تشهد بإيمانه القويم وتوحيده الخالص ، فإنّ فيما أثر عنه من نظم ونثر ، أو
نقل من عمل بار ، وسعي مشكور في نصرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وحفظه ، والدعوة لرسالته وما روى عنه مصاحبوه ومعاشروه ـ فإنّ في هذه ـ لدلالة
واضحة على إيمانه بالله ورسالة ابن أخيه وتفانيه في سبيل استقرارها.
كيف ، وهو يقول في أمر الصحيفة التي
كتبها صناديد قريش في سبيل ضرب الحصار الاقتصادي على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبني هاشم وبني المطلب :
ففي هذه الأبيات التي تزهر بنور التوحيد
، وتتلألأ بالإيمان بالدين الحنيف دلالة واضحة على إيمانه بالرسالات الإلهية عامة
، ورسالة ابن أخيه صلىاللهعليهوآلهوسلم
خاصة ، وكم وكم له من قصائد رائعة يطفح من ثناياها الإيمان الخالص ، والإسلام