لكن مرور الزمان ، كشف النقاب عن عظمتها
وثمارها الحلوة ، فصح أن يصفها القرآن : ( الفتح المبين ).
وعلى كل حال : فسياق الآيات يَدل بوضوح
على أنّ المراد من الفتح هو وقعة الحديبية قال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا
يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا
يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ
اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)[١].
ولا شك أنّ المراد من البيعة هو بيعة
الرضوان التي بايع المؤمنون فيها النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
تحت الشجرة وأعرب سبحانه عن رضاه عنهم.
روى الواحدي عن أنس : انّ ثمانين رجلاً
من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرّة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأصحابه ، فأخذهم أُسراء فاستحياهم ، فأنزل الله : (وَهُوَ
الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن
بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ)[٤].
أضف إلى ذلك أنّه سبحانه يخبر في نفس
السورة عن فتح قريب ، وهذا