معنى البداء الذي
تقول به الإمامية ، الذي لو وقف إخواننا أهل السنّة على حقيقته لاعترفوا به من
صميم القلب ، ولكن الدعايات الباطلة حالت بينهم وبين الوقوف على ما تتبناه
الإمامية في هذا المضمار ، وقد أوضحنا حقيقة الحال في رسالة « البداء من الكتاب
والسنّة » [١].
ومن أراد الوقوف على واقع الحال فليرجع إليها.
ج. كيف تجتمع العصمة مع اعترافه بكونه
من الظالمين ؟
هذه هي الأسئلة الحسّاسة في قصة يونس عليهالسلام ، وقد تمسّك بها المخطّئة ، وإليك
توضيحها واحداً بعد واحد :
أمّا
الأوّل : فقد زعم المخطّئة أنّ معناه أنّه خرج
مغاضباً لربِّه من حيث إنّه لم ينزل بقومه العذاب.
ولكنّه تفسير بالرأي ، بل افتراء على
الأنبياء ، وسوء ظن بهم ، ولا يغاضب ربَّه إلاّ من كان معادياً له وجاهلاً بحكمه
في أفعاله ، ومثل هذا لا يليق بالمؤمن فضلاً عن الأنبياء.
وإنّما كان غضبه على قومه لمقامهم على
تكذيبه وإصرارهم على الكفر ويأسه من توبتهم ، فخرج من بينهم [٢].