عصمة يوسف عليهالسلام
وقول الله (
... وَهَمَّ بِهَا)
يوسف الصدِّيق هو
الأُسوة
إنّ فيما ورد في سورة يوسف من الآيات ،
لأجلى دليل على أنّه الإنسان المثالي الذي لا يعدّ له مثال ، كيف ؟ وقد دلّت
الآيات على أنّه سبحانه اجتباه من بداية حياته وصباه ، وعلّمه من تأويل الأحاديث ،
وأتمّ نعمته عليه ، وقد قام القرآن بسرد قصته وأسماها بأحسن القصص ، ففيها براهين
واضحة على طهارته ونزاهته وعصمته من الذنوب ، وصيانته من المعاصي ، وتفانيه في
مرضاة الله ، كيف ؟ وقد ابتلاه الله سبحانه بلاءً حسناً ، فوجده صابراً متمالكاً
لنفسه عند الشهوات والمحرمات ، وناجياً من الغمرات التي لا ينجو منها إلاّ من عصمه
الله سبحانه ، فقد ظهر بهذا البلاء باطنه ، وتجلّت به حقيقته ، وبان أنّه الإنسان
الذي حاق به الخوف من الله سبحانه ، فطفق لا يغفل عنه طرفة عين ولا يبدل رضاه
بشيء.
كيف ؟ ومن طالع القصة يقف على أنّ نجاة
يوسف من مخالب الشهوة وخدعة امرأة العزيز لم تكن إلاّ أمراً خارقاً للعادة ، ولولا
عصمته لما كانت النجاة ممكنة ، بل كانت أمراً أشبه بالرؤيا منه باليقظة.