وهذه الآيات ونظائرها تشهد بوضوح على
أنّ الشيطان وجنوده كانوا يسعون بشدة وحماس في حضّ الناس على مخالفة الأنبياء
والرسل ، وكانوا يخدعونهم بالعدة والأماني ، وعند ذلك يتضح مفاد الآية ، قال
سبحانه : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن
قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ
( أي إذا فكّر في هداية أُمّته وخطّط لذلك الخطط ، وهيّأ لذلك المقدمات ) أَلْقَى الشَّيْطَانُ
فِي أُمْنِيَّتِهِ) ( بحض الناس على المخالفة والمعاكسة
وإفشال خطط الأنبياء حتى تصبح المقدمات عقيمة غير منتجة ).
٣. ما معنى نسخه
سبحانه ما يلقيه الشيطان ؟
إذا عرفت هذا المقطع من الآية يجب أن
نقف على مفاد المقطع الآخر منها وهو قوله سبحانه : (فَيَنسَخُ
اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ) وما معنى
هذا النسخ ؟
والمراد من ذاك النسخ ما وعد الله سبحانه
رسله بالنصر ، والعون والإنجاح ، قال سبحانه : (إِنَّا
لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا)[٢] ، وقال سبحانه : (كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي
إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)[٣]
، وقال سبحانه : (بَلْ
نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ)[٤].