وعلى ذلك فيجب علينا أن نقف على أُمنية
الرسل والأنبياء من طريق الكتاب العزيز ، ولا يشك من سبر الذكر الحكيم انّه لم يكن
للرسل والأنبياء ، أُمنية سوى نشر الهداية الإلهية بين أقوامهم وإرشادهم إلى طريق
الخير والسعادة ، وكانوا يدأبون في تنفيذ هذا المقصد السامي ، والهدف الرفيع ولا
يألون في ذلك جهداً ، وكانوا يخططون لهذا الأمر ، ويفكّرون في الخطة بعد الخطة ،
ويمهدون له قدر مستطاعهم ، ويدل على ذلك جمع من الآيات نكتفي بذكر بعضها :
يقول سبحانه في حق النبي الأكرم : (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ
بِمُؤْمِنِينَ)[١].
ويقول أيضاً : (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ
إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)[٢].
ويقول أيضاً : (إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ
اللهَ لا يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ)[٣].
ويقول سبحانه : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَٰكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ)[٤].