سحركم ابن أبي كبشة
، حيث كان المشركون يدعون الرسول الأعظم بابن أبي كبشة وهو من أجداد النبي من
ناحية أُمّه [١].
٢. معراج النبي
إنّ إسراء النبي ليلاً من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى إحدى المعاجز العظيمة التي أثبتها الله سبحانه لنبيه ، وأخبر
عنه القرآن حيث قال : (سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى
المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[٢].
وليست تلك الرحلة الطويلة التي تحقّقت
في زمن قصير في ذلك الظرف الذي لم يكن تتوفر فيه ما يتوفر الآن من وسائل النقل
السريعة ، إلاّ معجزة من معاجزه.
إنّ القرآن الكريم لا يثبت هذا الإعجاز
للرسول في هذا الموضع فحسب ، بل يذكره في موضع آخر أيضاً ، ويدافع عنه هناك بقوة
بحيث لا يبقى معه شك ، بل يخبر أنّ رحلة النبي ومعراجه تجاوز عن المسجد الأقصى إلى
« سدرة المنتهى ». قال سبحانه : (عَلَّمَهُ
شَدِيدُ القُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ
فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالأُفُقِ
الأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا
فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ
قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ
* فَأَوْحَىٰ
إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ
* مَا كَذَبَ
الفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ
عَلَىٰ مَا يَرَىٰ
* وَلَقَدْ
رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ
* عِندَ
سِدْرَةِ المُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ
المَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى
السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ
* مَا زَاغَ
البَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ
مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَىٰ)[٣].
[١] الدر المنثور :
٦ / ١٣٣. وقد جمع النقول الواردة عن الصحابة حول شق القمر ، فلاحظ.