قال النبهاني في الشرف المؤبد : القربى
مصدر بمعنى القرابة وهو على تقدير مضاف أي ذوي القربى يعني الأقرباء قال : وعبر ب
« في » ولم يعبر ب « اللام » ، لأنّ الظرفية أبلغ وآكد للمودة [١].
السؤال الثاني :
إنّ تفسير الآية بمودة أهل البيت وعترة
النبي غفلة عن نقطة هامة ، وهي : أنّ الآية وردت في سورة الشورى وهي سورة مكية ولم
يكن يومذاك الحسنان ، بل ربما لم تكن فاطمة أيضاً ، فكيف تفسّر الآية بعترة النبي
، وتخصص العترة بجماعة خاصة ، أعني : علياً وفاطمة والحسن والحسين ، مع أنّ أكثرهم
لم يكونوا موجودين زمن نزول الآية ؟
وهذا السؤال يرجع إلى ابن تيمية في «
منهاجه ص ٢٥٠ » ، حيث قال : إنّ سورة الشورى مكية بلا ريب نزلت قبل أنْ يتزوج علي
بفاطمة وقبل أنْ يولد له الحسن والحسين.
الجواب : انّ هناك طريقين لمعرفة الآيات
المكية وتمييزها عن المدنية.
الطريق
الأوّل : هو ملاحظة نفس مفاد الآية فهو الذي
يكشف عن موضع نزول الآية أو السورة ، إذ الآيات التي تدور حول التوحيد والمعارف
العقلية ، وانتقاد الوثنية ورفض الأوثان ، والدعوة إلى الإيمان بالله واليوم الآخر
، وبيان ما جرى في القرون الغابرة على الأمم السالفة ، وما يشابه هذه الموضوعات هي
مكية في الأغلب على أساس أنَّ القضايا الوحيدة التي كانت تطرح في المحيط المكي
كانت تدور حول هذه المسائل وأمثالها ، فإنّ محيط مكة في فجر الدعوة الإسلامية ما
كان يتحمل أكثر من طرح هذه القضايا.
[١] الشرف المؤبد
نقله عنه العلاّمة شرف الدين في الكلمة الغرّاء في تفضيل الزهراء : ٣٢.