قد اضطربت الروايات المروية عن أئمّة
أهل البيت عليهمالسلام ، حول تفسير
الرسول والنبي ، اضطراباً يعسر إرجاعها إلى أمر واحد إلاّ بإمعان وتدبّر عميق ،
وتلك المأثورات على أقسام ننقلها تحت أقسام ، حتى تسهل الإشارة إليها :
الأوّل
: ما يسوق منصبي النبوة والرسالة إلى
أربع درجات ولا يفرّق بينهما قيد شعرة :
أخرج الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد
بن محمد ، عن أبي يحيى الواسطي [١]
، عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عنه قال أبو عبد الله عليهالسلام : « الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات
[٢] فنبي منبئ في
نفسه لا يعدو غيرها ، ونبييرى في المنام ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ولم
يبعث إلى أحد ، وعليه امام ، مثل ما كان إبراهيم على لوط [٣] ، ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت
[١] قال الغضائري :
حديثه يعرف تارة وينكر أُخرى ، ويجوز أن يخرج شاهداً ، وقد استثنى ابن الوليد وابن
نوح وابن بابويه من روايات « محمد بن أحمد بن يحيى » ما رواه عن « أبي يحيى
الواسطي » وقرّره الشيخ في فهرسته والنجاشي في رجاله. راجع قاموس الرجال : ٥ / ٤٣.
[٢] ويحتمل أن يكون
المراد ، انقسام مجموع الصنفين إلى أربعة ، لا كل واحد ، وعندئذ يخرج الحديث عن
الدلالة على هذا القسم.
[٣] الظاهر من
التمثيل ب « لوط » من جهة انّ عليه إماماً ، لا من جهة انّه لا يعاينه حتى ينافي
قوله سبحانه : (وَلَمَّا
جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) ( هود : ٧٧
) ولا من جهة انّه لم يبعث إلى أحد حتى ينافي قوله تعالى : (وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ
المُرْسَلِينَ)
( الصافات : ١٣٣ ).