وآخرهم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وكانت الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرين
ألف نبي ، الرسل منهم ثلاثمائة ... إلى أن قال : والكتب التي أُنزلت على الأنبياء
مائة كتاب وأربعة كتب ، منها على آدم خمسون صحيفة ، وعلى إدريس ثلاثون ، وعلى
إبراهيم عشرون ، وعلى موسى التوراة ، وعلى داود الزبور ، وعلى عيسى الإنجيل ، وعلى
محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الفرقان [١].
فالرواية على ما نرى ، مع أنّها متفاوتة
في حصر عدد الأنبياء والكتب ومن نزلت إليهم هذه الصحف ، إلاّ أنّها تنص على قلة
الكتب عن الرسل ، وانّ الرسل كانوا أكثر من الكتب المنزلة بأضعاف ، فكيف يمكن
القول بأنّ الرسول من أُنزل عليه كتاب ؟!
الرسول من جاء بشرع جديد ، والنبي يشمل
هذا ومن جاء لتقرير شرع سابق [٣].
قال الرازي : قيل انّ من كان صاحب
المعجزة وصاحب الكتاب ونسخ شريعة من قبله ، فهو الرسول ، ومن لم يكن مستجمعاً لهذه
الخصال ، فهو النبي ، غير الرسول.
قال البيضاوي في تفسير قوله سبحانه : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ
وَلا نَبِيٍّ) الرسول من بعثه الله بشريعة مجددة يدعو
الناس إليها ، والنبي من يعمه ومن بعث لتقرير شرع سابق.