فهذه العصابة من الرسل لم يكونوا أصحاب
كتب سماوية ولم يذكر أحد من الباحثين القدامى والمتأخرين كتاباً لهم ، وما عزا
إليهم أحد من أصحاب الملل وكتاب السير والتاريخ ، كتاباً وما جاء لكتبهم ذكر في الأحاديث
الشريفة ، وفي مثل هذا المورد ، يصح أن يستدل بعدم الوجدان على عدم الوجود.
وقال سبحانه : (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن
قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ
مَدْيَنَ وَالمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ
اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)[٤] فقد بعث الله هوداً إلى عاد ، وصالحاً
إلى ثمود ، وشعيباً إلى مدين ، الذين عدتهم الآية من الرسل ولم يثبت لواحد منهم
كتاب. نعم نص القرآن على صحف إبراهيم وقال : (صُحُفِ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ)[٥] كما نصت الروايات على كتاب نوح [٦].
وبذلك يظهر المقصود من قوله سبحانه : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ
لَمَا آتَيْتُكُم مِن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا
مَعَكُمْ ... )[٧] فالآية
[٦] أخرج الصدوق في
عيونه : ٢٣٤ عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام
: ... انّ كل نبي بعد نوح كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن إبراهيم
الخليل » ، راجع البحار : ١١ / ٣٤.