الرسول هو الذي أنزل معه كتاب ، والنبي
أعم ، فهو الذي ينبئ عن الله وإن لم يكن معه كتاب ، قال الزمخشري : قوله سبحانه : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ
وَلا نَبِيٍّ ... ) دليل بين على تغاير الرسول والنبي ،
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه سئل عن
الأنبياء فقال : « مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، قيل : فكم الرسول منهم ؟ قال :
ثلاثمائة وثلاثة عشر جماً غفيراً » [١].
والفرق بينهما انّ الرسول من الأنبياء
من جمع إلى المعجزة ، الكتاب المنزل عليه والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب
وانّما أُمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله [٢].
وقال في تفسير قوله سبحانه : (وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مُوسَىٰ
... )[٣] الرسول الذي معه الكتاب من الأنبياء ،
والنبي من ينبئ عن الله عز وجل وان لم يكن معه كتاب كيوشع [٤].
وهذا الوجه لا دليل عليه سوى ما عرفته
من تفسير الرسول بكونه ذا رسالة ، واستلزامها كون المبعوث ذا كتاب ، فينتج كون
الرسول من أُنزل معه الكتاب ، وهو ضعيف جداً ، فإنّ تخصيص الرسالة بالكتاب ، مع
إمكان تحملها بغيره لا وجه له.