هاهنا إشكالات مثارة حول الشفاعة ناشئة
من قياس الشفاعة الواردة في الشريعة الإسلامية على الشفاعة الرائجة في الحياة
البشرية المادية والتي تسمّى بالوساطة ، ولو كان المستشكلون يعرفون حقيقة الشفاعة
التي نص بها القرآن والحديث ، لما تفوّهوا بتلك الإشكالات التي لا تليق بالبحث
والنقد في الكتب العلمية.
غير انّ انتشار هذه الإشكالات بين
الشباب دعانا إلى عقد هذا البحث وإفراده عمّا سبق ، وإليك الإشكالات واحداً بعد
واحد ، والإجابة عنها على نحو الإجمال :
الإشكال الأوّل
لا شك أنّ الشفاعة لا تشمل جميع أنواع
الجرائم والمعاصي ، وعامة أنواع العصاة والمجرمين ، إذ عندئذ يصير القانون لغواً ،
ويعود التكليف بلا أثر ، وانّما الشفاعة في بعض أنواع الجرم ، وفي حق بعض المجرمين
دون بعض ، وعندئذ يطرح هذا السؤال :
إنّ حقيقة كل جرم هي التجاوز على الحدود
، وكل مجرم يعتدي على حدود